قيصر الكلم
02-06-2024, 04:20 PM
وايم الله ، لو علم الميت ما يكابده أحبابه بعد رحيله ، وكان الأمر بيده ، لما مضى ، ولمكث بينهم ! ولكنه نداءٌ لا يُرفضُ ولا يؤخَّرُ !
يمضون على جناح السرعة –وكأن الأيام لحظات وصلٍ على حين غفلةٍ من الرقيب- مخلِّفين الذكرى الممضة والحنين المرمض ، وقلمًا لا يُطاوعُ على الرثاء وإفاضة ما في القلب من شجىً عليهم وحنينٍ إليهم !
ما أكثر ما مضى لي من أحباب ! وما أعظمَ الحنين إليهم ، وأقسى لحظات تلقِّي خبر رحيلهم ، وتبقى تلك الذكرى أعظم ذكريات الألم ، وأقسى ساعات التذكر ، لا تبرح القلب والعقل مدى العمر !
ورحيلكَ يا أخي أعظمَ رحيلٍ -عندي- وفراقكَ أقسى فراقٍ كابدته طيلة عمري ، وخبر مواراتكَ الثرى في الغربة أشجى خبرٍ سمعته وسأسمعه !
أخي : التقى أبو عنتر بغوار بعد عشرين عامًا من الفرقة ، وها قد مضى على رحيلكَ ثمانية عشر عامًا –وأنا سجينُ الحنين المهلكِ إليكَ- فهل ألقاكَ بعد عامين كما التقيا ؟!
لا أعلمُ لم الحديثُ هذا ؟! أهو الحنينُ ؟! أم تقادمُ عهد رؤيتكَ ؟! أم التقدُّمُ بالعمر ؟! أم ... ؟!
لا أعلم يا أخي أَيُّهَا ! ولكن الذي أعلمه أنَّ الريعانَ مضى والكهولةَ حلَّتْ وأخلدتُ للتأمُّلِ ، ولكن الذكرى تجنحُ بي إلى ذلك العهد ، والحنين يحملني إلى حيث كنا في عهد الطفولة والطهر ، ومرابع الأنس والسرور ، حيثُ البراءة ، واللهو والعبث البريء ولقاء الأتراب ، والتنقل من أثلة إلى أثلة لصيد الطيور التي تأوي إليها !
(اللهم ارضَ عن أخي في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد ، وأعطه كتابه بيمينه ، واجعله من ورثة جنة النعيم) !
وأرنو إلى حيث البزوغ مُؤَمِّلًا
سيأتي أخي من بعد طول الغيابِ
ويأتي شروقٌ فالأفول ولا أرى
سوى حلكةٍ تزدادُ خلف الضبابِ
18 رجب 1445 هـ .
يمضون على جناح السرعة –وكأن الأيام لحظات وصلٍ على حين غفلةٍ من الرقيب- مخلِّفين الذكرى الممضة والحنين المرمض ، وقلمًا لا يُطاوعُ على الرثاء وإفاضة ما في القلب من شجىً عليهم وحنينٍ إليهم !
ما أكثر ما مضى لي من أحباب ! وما أعظمَ الحنين إليهم ، وأقسى لحظات تلقِّي خبر رحيلهم ، وتبقى تلك الذكرى أعظم ذكريات الألم ، وأقسى ساعات التذكر ، لا تبرح القلب والعقل مدى العمر !
ورحيلكَ يا أخي أعظمَ رحيلٍ -عندي- وفراقكَ أقسى فراقٍ كابدته طيلة عمري ، وخبر مواراتكَ الثرى في الغربة أشجى خبرٍ سمعته وسأسمعه !
أخي : التقى أبو عنتر بغوار بعد عشرين عامًا من الفرقة ، وها قد مضى على رحيلكَ ثمانية عشر عامًا –وأنا سجينُ الحنين المهلكِ إليكَ- فهل ألقاكَ بعد عامين كما التقيا ؟!
لا أعلمُ لم الحديثُ هذا ؟! أهو الحنينُ ؟! أم تقادمُ عهد رؤيتكَ ؟! أم التقدُّمُ بالعمر ؟! أم ... ؟!
لا أعلم يا أخي أَيُّهَا ! ولكن الذي أعلمه أنَّ الريعانَ مضى والكهولةَ حلَّتْ وأخلدتُ للتأمُّلِ ، ولكن الذكرى تجنحُ بي إلى ذلك العهد ، والحنين يحملني إلى حيث كنا في عهد الطفولة والطهر ، ومرابع الأنس والسرور ، حيثُ البراءة ، واللهو والعبث البريء ولقاء الأتراب ، والتنقل من أثلة إلى أثلة لصيد الطيور التي تأوي إليها !
(اللهم ارضَ عن أخي في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد ، وأعطه كتابه بيمينه ، واجعله من ورثة جنة النعيم) !
وأرنو إلى حيث البزوغ مُؤَمِّلًا
سيأتي أخي من بعد طول الغيابِ
ويأتي شروقٌ فالأفول ولا أرى
سوى حلكةٍ تزدادُ خلف الضبابِ
18 رجب 1445 هـ .