قيصر الكلم
09-02-2022, 10:49 AM
فيء اللقاء
علمني حبكِ يا فتاين الرنو إلى غدٍ مشرقٍ وأملٍ باسمٍ تبتسم فيه الدنيا ويولِّي جحفلُ النأي الأدبار ويتبدل سعيره إلى نعيم الوصل وهجير الفراق إلى فَيْءِ اللقاء وشظف الحنين إلى دَعَةِ الحب وخَفْضِه فيقف زحف الوشاة وتُهزم جموع النوى وتُبدَّد جيوش الجوى وتُرفع رايات النصر فيُروى ظمأ الفراق ويُتخم سَغَبُ النأي الذي أرمض القلب فننعم بظل الحب الوارف ونتفيأ ببستانه عن صَخَدِ السنين العِجَاف المرمضة لأنكِ وأيم الله يا فتاين لستِ من أحب النساء إلي بل أنتِ أحبهن إلي وأعزهن لدي ولو قيِّض لهذه المضغة التي في صدري أن تحدثكِ لأخبرتكِ كم أحبكِ وأهيم بكِ ولا يؤنسني إلا التفكير بكِ والتعريج كثيراً على المكان الذي رأيتكِ فيه أول مرة وحب بعض الأماكن وارتيادها كثيراً وإن لم يكن لي فيها حاجة لأنها وجدتْ بالعام الذي أتيتِ به إلى حيِّنا وتيمتُ بالصبا أشد تتيمٍ لأني رأيتكٍ وأحببتكِ فيه فإن وجدتِ بقلبي غيركِ وغير الحبيبة من عهد الصبا ففوِّقي إليه سهام البَين وأقصديه بسيوف الحَين واقذفيه بمفازة التيه من غير إثمٍ ولا قِوَدٍ فمذْ صبوتُ إليكِ في عهد الصبا لم أحل عن هواكِ قط وها هي الأيام تمضي والأعوام تنقضي وأنا أنتظر ولن أمل ولن أكل من الانتظار حتى تمل الشمس من الشروق والقمر من البزوغ والبدر من الاكتمال والنجوم من اللمعان والمطر من الهطلان والدمع من الوكفان والقلوب من الخفقان والفراق من تبديد الشمل والحب من غزو القلوب والهجر من حرق الأفئدة .
بكِ بدأتُ أحرفي وبكِ أختمها فأستودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه يا فتاين .
بسمة ثغركِ
سأتسور محراب قلبكِ الحنون يا فتاين لأبثه حنيني إليكِ وأخبره أني من عظم افتتاني بكِ وشوقي إليكِ بدأ يدور بخلدي أن الله حباكِ أغلب جمال ورقة وحنان بناتِ حواء .
والذي نفسي بيده أني أرى أنه لو اجتمع جميع ساحراتِ الدنيا وبدأن النفث في عقدهن لكان تأثيرهن أقل كثيراً من إغضاءة عينيكِ وبسمة ثغركِ لأن أولئك السواحر نستطيع اتقاء شرهن والتحصن منهن بالأذكار أما سحر جمالكِ فشأنه أعظم وسحره أفتك وإني لأعجب ممن يصم الرجل بالجبروت وينسى عينيكِ وثغركِ الذي له القدرة على صرع أعتى الجبابرة في لحظات .
ورافع السماء بلا عمد ترى أني أحن إلى أيامي الخوالي التي كنا فيها أطفالاً يرى بعضنا بعضاً حنين العاقر إلى الأبناء حتى أنه لو ضمني وجميع نساء الدنيا عداكِ سقف واحد لظل قلبي يهفو إليكِ ويرنو ولو ضمني وإياكِ سقف واحد لاستغنيتُ بكِ عن غيركِ واكتفيت .
أحبكِ حب المرقّش الأكبر أسماء وذو الرمة مي وتوبة بن الحمير ليلى الأخيلية وعبدالرحمن القس سلاّمة وأبو العتاهية عتبة وابن زيدون ولادة بنت المستكفي بالله والفتى عاشق حبيش حبيشاً وروميو جولييت وغيرهم ممن لم تعرف أسماؤهم بل أحبكِ حب أمكِ وأبيكِ وإخوتكِ لكِ وسأنزلكِ من قلبي منزلة الأم والأخت والحبيبة وكم تمنيتُ لو رآكِ امرؤ القيس أو يزيد بن معاوية أو أبو صخر الهذلي وغيرهم من فحول الشعراء ليعلموا أنكِ أحق من عشيقاتهم بما قالوه بهن .
والذي نفسي بيده يا فتاين يا أميرة الحسن والرقة لولا أننا محاسبون على كل كلمة ننطقها لقلتُ فيكِ مالم يقل ولأتيتكِ بما لا يخطر لكِ على بال من مبتكر المعاني ورقيق الألفاظ وما يبهر العقول من درر البلاغة وسحر البيان .
ظلموكِ
ظلموكِ والرب حين شبهوكِ بالوردة والنرجس والشادن والجؤذر والشمس والقمر والليل الأسحم والنهار الوضَّاء وخاتم سليمان وخوط البان وحق العاج والبلور وغيرها من الأوصاف وكان الأجدر بهم لو شبهوها بكِ فمثلكِ يضرب بها المثل ولا تشبَّه بالأشياء بل تشبَّه الأشياء بها وإنه لينتابني العي وتكتنفني الحيرة يا فتاين حينما أريد أن أبعث لكِ سلامي وحنيني فهل أبعثهما مع القمر وأنتِ نوره أم مع الورد وأنتِ شذاه أم مع الهواء وأنتِ نسيمه أم مع الصباح وأنتِ نداه وضياه أم مع ماذا فإني ما ذهبتُ إلى شيء إلا ووجدتُّ فيكِ أجمل صفاته وأرقها وليس فيه من صفاتكِ شيء فهن إما جمادات أو عجماوات .
متى سترأفين
متى سترأفين بحالي ؟
هل سترأفين بحالي إذا فارقتْ روحي جسدي وتقولين عندما تريني محمولاً فوق الأعناق لماذ رحلتَ يا أبا بسام في ريعان شبابك دون وداعي وارتوائك من حناني .
أم ستقولين أين ذهبتَ يا قتيل الأعين الدعج فارجع إلي بربك فما كان هجري إلا لمعرفة مقدار مودتكَ لي وشوقكَ إلي .
أم ستأتين إذا أفل القمر وغارت النجوم لتذرفي الدمع السجام على قبر أبي بسام الذي لا حاجة له بالوصل الذي تعسر في حياته وتيسر بعد مماته .
بربكِ يا فتاين إن أزمعتِ صرمي فعلليني ببضع كلمات من الأمل تعينني على مجابهة جيوش الشوق الجرارة التي فتكتْ بقلبي وإلا فودعيني فقد آن موعد رحيلي يا قاتلتي .
من سيذكرني ؟
من سيؤبنني بعد مواراتي الثرى ؟
من سيرثيني بعد ثلاث من وفاتي ؟
من سيبكيني إذا دَرَسَ قبري ؟
من سيذكرني إذا ذهب الذين يعرفونني وما الذي سيبقى مني بعد رحيلي ؟
سيؤبنني القمر الذي بثثته لواعجي وهمومي وسيرثيني الحب الذي فتكَ بقلبي منذ سن الخامسة وسيبكيني الليل الذي سهرته وسيذكرني الشعر والنثر اللذيْن أفنيتُ بهما عمري وعشقتهما أشد عشق وأمضه ولن يبقى مني سوى قصائدي وخواطري التي بثثتُ فيها لواعج صدري وخالداً الذي تسميتُ به في قصصي فاللهم غفراً .
علمني حبكِ يا فتاين الرنو إلى غدٍ مشرقٍ وأملٍ باسمٍ تبتسم فيه الدنيا ويولِّي جحفلُ النأي الأدبار ويتبدل سعيره إلى نعيم الوصل وهجير الفراق إلى فَيْءِ اللقاء وشظف الحنين إلى دَعَةِ الحب وخَفْضِه فيقف زحف الوشاة وتُهزم جموع النوى وتُبدَّد جيوش الجوى وتُرفع رايات النصر فيُروى ظمأ الفراق ويُتخم سَغَبُ النأي الذي أرمض القلب فننعم بظل الحب الوارف ونتفيأ ببستانه عن صَخَدِ السنين العِجَاف المرمضة لأنكِ وأيم الله يا فتاين لستِ من أحب النساء إلي بل أنتِ أحبهن إلي وأعزهن لدي ولو قيِّض لهذه المضغة التي في صدري أن تحدثكِ لأخبرتكِ كم أحبكِ وأهيم بكِ ولا يؤنسني إلا التفكير بكِ والتعريج كثيراً على المكان الذي رأيتكِ فيه أول مرة وحب بعض الأماكن وارتيادها كثيراً وإن لم يكن لي فيها حاجة لأنها وجدتْ بالعام الذي أتيتِ به إلى حيِّنا وتيمتُ بالصبا أشد تتيمٍ لأني رأيتكٍ وأحببتكِ فيه فإن وجدتِ بقلبي غيركِ وغير الحبيبة من عهد الصبا ففوِّقي إليه سهام البَين وأقصديه بسيوف الحَين واقذفيه بمفازة التيه من غير إثمٍ ولا قِوَدٍ فمذْ صبوتُ إليكِ في عهد الصبا لم أحل عن هواكِ قط وها هي الأيام تمضي والأعوام تنقضي وأنا أنتظر ولن أمل ولن أكل من الانتظار حتى تمل الشمس من الشروق والقمر من البزوغ والبدر من الاكتمال والنجوم من اللمعان والمطر من الهطلان والدمع من الوكفان والقلوب من الخفقان والفراق من تبديد الشمل والحب من غزو القلوب والهجر من حرق الأفئدة .
بكِ بدأتُ أحرفي وبكِ أختمها فأستودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه يا فتاين .
بسمة ثغركِ
سأتسور محراب قلبكِ الحنون يا فتاين لأبثه حنيني إليكِ وأخبره أني من عظم افتتاني بكِ وشوقي إليكِ بدأ يدور بخلدي أن الله حباكِ أغلب جمال ورقة وحنان بناتِ حواء .
والذي نفسي بيده أني أرى أنه لو اجتمع جميع ساحراتِ الدنيا وبدأن النفث في عقدهن لكان تأثيرهن أقل كثيراً من إغضاءة عينيكِ وبسمة ثغركِ لأن أولئك السواحر نستطيع اتقاء شرهن والتحصن منهن بالأذكار أما سحر جمالكِ فشأنه أعظم وسحره أفتك وإني لأعجب ممن يصم الرجل بالجبروت وينسى عينيكِ وثغركِ الذي له القدرة على صرع أعتى الجبابرة في لحظات .
ورافع السماء بلا عمد ترى أني أحن إلى أيامي الخوالي التي كنا فيها أطفالاً يرى بعضنا بعضاً حنين العاقر إلى الأبناء حتى أنه لو ضمني وجميع نساء الدنيا عداكِ سقف واحد لظل قلبي يهفو إليكِ ويرنو ولو ضمني وإياكِ سقف واحد لاستغنيتُ بكِ عن غيركِ واكتفيت .
أحبكِ حب المرقّش الأكبر أسماء وذو الرمة مي وتوبة بن الحمير ليلى الأخيلية وعبدالرحمن القس سلاّمة وأبو العتاهية عتبة وابن زيدون ولادة بنت المستكفي بالله والفتى عاشق حبيش حبيشاً وروميو جولييت وغيرهم ممن لم تعرف أسماؤهم بل أحبكِ حب أمكِ وأبيكِ وإخوتكِ لكِ وسأنزلكِ من قلبي منزلة الأم والأخت والحبيبة وكم تمنيتُ لو رآكِ امرؤ القيس أو يزيد بن معاوية أو أبو صخر الهذلي وغيرهم من فحول الشعراء ليعلموا أنكِ أحق من عشيقاتهم بما قالوه بهن .
والذي نفسي بيده يا فتاين يا أميرة الحسن والرقة لولا أننا محاسبون على كل كلمة ننطقها لقلتُ فيكِ مالم يقل ولأتيتكِ بما لا يخطر لكِ على بال من مبتكر المعاني ورقيق الألفاظ وما يبهر العقول من درر البلاغة وسحر البيان .
ظلموكِ
ظلموكِ والرب حين شبهوكِ بالوردة والنرجس والشادن والجؤذر والشمس والقمر والليل الأسحم والنهار الوضَّاء وخاتم سليمان وخوط البان وحق العاج والبلور وغيرها من الأوصاف وكان الأجدر بهم لو شبهوها بكِ فمثلكِ يضرب بها المثل ولا تشبَّه بالأشياء بل تشبَّه الأشياء بها وإنه لينتابني العي وتكتنفني الحيرة يا فتاين حينما أريد أن أبعث لكِ سلامي وحنيني فهل أبعثهما مع القمر وأنتِ نوره أم مع الورد وأنتِ شذاه أم مع الهواء وأنتِ نسيمه أم مع الصباح وأنتِ نداه وضياه أم مع ماذا فإني ما ذهبتُ إلى شيء إلا ووجدتُّ فيكِ أجمل صفاته وأرقها وليس فيه من صفاتكِ شيء فهن إما جمادات أو عجماوات .
متى سترأفين
متى سترأفين بحالي ؟
هل سترأفين بحالي إذا فارقتْ روحي جسدي وتقولين عندما تريني محمولاً فوق الأعناق لماذ رحلتَ يا أبا بسام في ريعان شبابك دون وداعي وارتوائك من حناني .
أم ستقولين أين ذهبتَ يا قتيل الأعين الدعج فارجع إلي بربك فما كان هجري إلا لمعرفة مقدار مودتكَ لي وشوقكَ إلي .
أم ستأتين إذا أفل القمر وغارت النجوم لتذرفي الدمع السجام على قبر أبي بسام الذي لا حاجة له بالوصل الذي تعسر في حياته وتيسر بعد مماته .
بربكِ يا فتاين إن أزمعتِ صرمي فعلليني ببضع كلمات من الأمل تعينني على مجابهة جيوش الشوق الجرارة التي فتكتْ بقلبي وإلا فودعيني فقد آن موعد رحيلي يا قاتلتي .
من سيذكرني ؟
من سيؤبنني بعد مواراتي الثرى ؟
من سيرثيني بعد ثلاث من وفاتي ؟
من سيبكيني إذا دَرَسَ قبري ؟
من سيذكرني إذا ذهب الذين يعرفونني وما الذي سيبقى مني بعد رحيلي ؟
سيؤبنني القمر الذي بثثته لواعجي وهمومي وسيرثيني الحب الذي فتكَ بقلبي منذ سن الخامسة وسيبكيني الليل الذي سهرته وسيذكرني الشعر والنثر اللذيْن أفنيتُ بهما عمري وعشقتهما أشد عشق وأمضه ولن يبقى مني سوى قصائدي وخواطري التي بثثتُ فيها لواعج صدري وخالداً الذي تسميتُ به في قصصي فاللهم غفراً .