زمرد
08-30-2022, 01:06 PM
شَبحُ الذَِكْريات ..
ملاحظة :
شمل النص جُزئيات على لِسانِ البطلة
كانتْ ترد على خاطِرها فمزجتُ ما بين الأقواسِ
بلونٍ آخر لأُميزه عن السردِ والوصف ..
؛
تُطلُ منْ نافِذتها هُناك في البعيد منزلٌ وحيد فراغٌ مُوحش يحوي الظلام بين جنباتهِ
مازال صامدًا منذُ أنْ غادرتهُ وبظنها سيبقى صامِدًا ، جُدرانه منتصبةٍ وأحْجارهُ متراصةٍ ،
أرضيتهُ راسخةٌ وأبوابهُ مُوصدة ، في باطنهِ يغفو الصمت هانئًا ،
وأيُّ ما كان في ذكرياتها معه يجُول في جنباتِ روحها وحيدًا .
بجِوارها أعوادُ الحطبِ المشتعلة ، وبيدها كوب قهوةٍ لم يُدفئها منْ صقِيعِ قلْبها .
حديثُ نفسٍ يرِدُ على خاطِرها ، لا يُمكنُ لها أنْ تسْتمر في العيشِ في ظلِ واقعٍ جافٍ قاسي
فُرض عليها كوْنِها كيانٌ عاقلٌ لا تحملُ شرًا .
تحلمُ بتكوينِ عالمِها الخاص والمُنفرد المرسُومِ بعناية ، حتى أنها تظُن
أنْ قِطتها وعُصْفورِها لا بُد لها من الحُلم أحيانًا .
تبْتسِم وبصوتٍ يقْطعُ حديث نفْسِها
( لا بأس ببعضِ الخيال ) .
صخبُ ذكرياتٍ مسمُومٍ بداخِلها يُشعرها بسُوءِ مشاعرٍ داخليةٍ ، ترغبُ بالبكاء
شُعورٌ باليأس يخنقها وحشرجةِ صوتٍ مزقتْ أحشائِها .
( لم يسْتطع قلبي الإتِزان مُنذُ أنْ مسَّ الرُوح حُزن ) .
ذاكِرتُها مُتْصلةٌ بزمنٍ عابر وأحْداثٍ غيْر عادية , لمْ تستطِع أنْ تتذكر قطْ أيَّ بهجةٍ
في حياتِها المُنصرمة سِوى شُعورين مربوطَّين بالضجرِ واليأس ، لمْ يكُن لها الخيار
فلمْ يكُن بمقْدُرها الحديث منْ دُونِ خوفٍ أو الرَّكضِ وراء كلماتِها المُتفلتةِ من لسانِها .
لحظاتٍ تُعيدها لِذكْرياتِ طُفولتها حين كان العالمُ يبدُو صيفًا أبد
لا تستطيعُ تذكُر أيُّ شِتاءٍ قبل موتِ أُمها في ليلةٍ مطيرة .
( أصبحتُ طفلةً خائفةً دومًا ، ظننتُ أنني سأصبحُ أشْجع حين أكبُر ، لكن خاب ظني .
ما زلتُ أخافُ منْ كل شيء ، حتى ذكرياتي تُرعبني .
في السادِسةِ منْ عُمري ماتتْ أُمي ، كُنتُ مُجرد طفلةٍ لم أكُن أفهمُ الموت بعد
توقعتُها في لحظةٍ تعُود .
كُل ليلةٍ أقِفُ أمام نافِذتي أُراقبُ السَّياراتِ حين تصلُ إلى الزاويةِ أملًا أنْ تقِف إحْداهُن
وتنْزلُ منها أُمي لتأتي وتضُمني تأخُذ ضيق صدْري ، تُعيدُ ترْتيب بعثرتي
فأغفرُ للحياةِ كُل كبيرةٍ وصغيرة .
في كُل مرةٍ أرى فيها مصابيح السياراتِ الأماميةِ تقْترب
أقِفُ على سرِيري مُفْعمةٍ بالأملِ أنظر منْ النَّافِذة ، أبدأُ بالعدِ " 1,2,3,4,5,6...... "
لكِن تظلُّ تتحرك حتى تبْتعد وكانت أضوائها الخلفية هي الأسوء
أنوارٌ حمراء في الظلامِ تأخذ معها أملي في كُل مرة أيْقنتُ حينها
أنْها لنْ تعُود ، لكن عادت لي أشياء أُخرى ليتها دُفنتْ مع أُمي ) .
ليلةٌ متعطرةٌ برائحةِ الطينِ حين خالطهُ المطر كُل ما حولها ساكنٌ إلا نبضُها يتخبطُ .
لنْ تنتظِر بعد اليوم ، تُغلقُ نافِذتها ، تمشي دون أنْ تُبصر طريقِها عاريةُ القلب والفكر .
جربتْ أنْ ترْفع صوت المُوسيقى لتُخرس الصخب عنْ ثرثرةِ عقلها لحظة شُرودٍ
يعْتريها الصمت , تسْقطُ بداخِلها ذكرىً ثقيلةٍ شُعورٌ لا تعْلمُ كيف تصفُه .
تفاصِيلٌ تُرهِقُها حيرةٌ في بحرٍ منْ الإخْتيارات وأُمنيةٍ
( ليت كُل ما أتمناه أُدركُه وليت كُل ما أرْغبه يكُون ) .
جلستْ أمام المدْفأة على كُرسِيها الهزاز ، مُتكئةٍ على أحاديثُ نفسِها
المشبعةِ بالأنين والآه جالتْ في عالمِها البعِيد .
( كُنتُ مُدللة أبي فيما مضى إلى أنْ كبُرتْ وأصبحتُ اِمْرأةٍ بآرائِها ورغباتِها وطمُوحِها
ولم يُشجع أبي أيًّا من تلك الأُمور ، كان يرى أحْلامي صعبةُ المنال ولا يُمكن تحقِيقُها
لدرجةِ أنه يعتقِد أني بحاجةٍ إلى أنْ يُذكرني بذلك باستمرار
في وقتٍ كُنْتُ أحتاج منهُ أنْ يُصدقني ويُؤمن بي أكثر منْ نفسي وأنيَّ ذكيةٌ وقادرةٌ بما يكفي
ويُخبرني بذلك حتى وإنْ كانتْ لي عُيوب حتى وإن لم أكُن مثالية
هل كان عليَّ أنْ أخسر ذاتي لأكون كما يرغبُ ويُريد .
ترفعُ رأسها تُحدق بسقفِ حُجرتها الأسود تتمايلُ أقدارُها
متأملةً النجاةُ منْ غرقِ مشاعرها .
( ساذجةُ في تلْك العِبر وتلْك الأفْعالُ لا تُغْتفر ، ليس هُناك ما يهُم ) .
يمسُ عقْلُها خاطرٌ مرير ( كيف تركتُ الأيام كُلها تذْهبُ سُدى ).
تضحكْ ضِحكتُها الطُفوليةِ كعهْدِها وتنسى متنفسةً الصعداء
أغْمضتْ عيْنيها بهُدوءٍ بارد بالقدرِِ الذي جعلها ترتشفُ آخر قطرةٍ
منْ كُوبِ قهْوتها الفارغ ،نسيتْ نفسها فقد كان الأسى يشْربُها ..
" نِثَارُ الْغَيْم "
ملاحظة :
شمل النص جُزئيات على لِسانِ البطلة
كانتْ ترد على خاطِرها فمزجتُ ما بين الأقواسِ
بلونٍ آخر لأُميزه عن السردِ والوصف ..
؛
تُطلُ منْ نافِذتها هُناك في البعيد منزلٌ وحيد فراغٌ مُوحش يحوي الظلام بين جنباتهِ
مازال صامدًا منذُ أنْ غادرتهُ وبظنها سيبقى صامِدًا ، جُدرانه منتصبةٍ وأحْجارهُ متراصةٍ ،
أرضيتهُ راسخةٌ وأبوابهُ مُوصدة ، في باطنهِ يغفو الصمت هانئًا ،
وأيُّ ما كان في ذكرياتها معه يجُول في جنباتِ روحها وحيدًا .
بجِوارها أعوادُ الحطبِ المشتعلة ، وبيدها كوب قهوةٍ لم يُدفئها منْ صقِيعِ قلْبها .
حديثُ نفسٍ يرِدُ على خاطِرها ، لا يُمكنُ لها أنْ تسْتمر في العيشِ في ظلِ واقعٍ جافٍ قاسي
فُرض عليها كوْنِها كيانٌ عاقلٌ لا تحملُ شرًا .
تحلمُ بتكوينِ عالمِها الخاص والمُنفرد المرسُومِ بعناية ، حتى أنها تظُن
أنْ قِطتها وعُصْفورِها لا بُد لها من الحُلم أحيانًا .
تبْتسِم وبصوتٍ يقْطعُ حديث نفْسِها
( لا بأس ببعضِ الخيال ) .
صخبُ ذكرياتٍ مسمُومٍ بداخِلها يُشعرها بسُوءِ مشاعرٍ داخليةٍ ، ترغبُ بالبكاء
شُعورٌ باليأس يخنقها وحشرجةِ صوتٍ مزقتْ أحشائِها .
( لم يسْتطع قلبي الإتِزان مُنذُ أنْ مسَّ الرُوح حُزن ) .
ذاكِرتُها مُتْصلةٌ بزمنٍ عابر وأحْداثٍ غيْر عادية , لمْ تستطِع أنْ تتذكر قطْ أيَّ بهجةٍ
في حياتِها المُنصرمة سِوى شُعورين مربوطَّين بالضجرِ واليأس ، لمْ يكُن لها الخيار
فلمْ يكُن بمقْدُرها الحديث منْ دُونِ خوفٍ أو الرَّكضِ وراء كلماتِها المُتفلتةِ من لسانِها .
لحظاتٍ تُعيدها لِذكْرياتِ طُفولتها حين كان العالمُ يبدُو صيفًا أبد
لا تستطيعُ تذكُر أيُّ شِتاءٍ قبل موتِ أُمها في ليلةٍ مطيرة .
( أصبحتُ طفلةً خائفةً دومًا ، ظننتُ أنني سأصبحُ أشْجع حين أكبُر ، لكن خاب ظني .
ما زلتُ أخافُ منْ كل شيء ، حتى ذكرياتي تُرعبني .
في السادِسةِ منْ عُمري ماتتْ أُمي ، كُنتُ مُجرد طفلةٍ لم أكُن أفهمُ الموت بعد
توقعتُها في لحظةٍ تعُود .
كُل ليلةٍ أقِفُ أمام نافِذتي أُراقبُ السَّياراتِ حين تصلُ إلى الزاويةِ أملًا أنْ تقِف إحْداهُن
وتنْزلُ منها أُمي لتأتي وتضُمني تأخُذ ضيق صدْري ، تُعيدُ ترْتيب بعثرتي
فأغفرُ للحياةِ كُل كبيرةٍ وصغيرة .
في كُل مرةٍ أرى فيها مصابيح السياراتِ الأماميةِ تقْترب
أقِفُ على سرِيري مُفْعمةٍ بالأملِ أنظر منْ النَّافِذة ، أبدأُ بالعدِ " 1,2,3,4,5,6...... "
لكِن تظلُّ تتحرك حتى تبْتعد وكانت أضوائها الخلفية هي الأسوء
أنوارٌ حمراء في الظلامِ تأخذ معها أملي في كُل مرة أيْقنتُ حينها
أنْها لنْ تعُود ، لكن عادت لي أشياء أُخرى ليتها دُفنتْ مع أُمي ) .
ليلةٌ متعطرةٌ برائحةِ الطينِ حين خالطهُ المطر كُل ما حولها ساكنٌ إلا نبضُها يتخبطُ .
لنْ تنتظِر بعد اليوم ، تُغلقُ نافِذتها ، تمشي دون أنْ تُبصر طريقِها عاريةُ القلب والفكر .
جربتْ أنْ ترْفع صوت المُوسيقى لتُخرس الصخب عنْ ثرثرةِ عقلها لحظة شُرودٍ
يعْتريها الصمت , تسْقطُ بداخِلها ذكرىً ثقيلةٍ شُعورٌ لا تعْلمُ كيف تصفُه .
تفاصِيلٌ تُرهِقُها حيرةٌ في بحرٍ منْ الإخْتيارات وأُمنيةٍ
( ليت كُل ما أتمناه أُدركُه وليت كُل ما أرْغبه يكُون ) .
جلستْ أمام المدْفأة على كُرسِيها الهزاز ، مُتكئةٍ على أحاديثُ نفسِها
المشبعةِ بالأنين والآه جالتْ في عالمِها البعِيد .
( كُنتُ مُدللة أبي فيما مضى إلى أنْ كبُرتْ وأصبحتُ اِمْرأةٍ بآرائِها ورغباتِها وطمُوحِها
ولم يُشجع أبي أيًّا من تلك الأُمور ، كان يرى أحْلامي صعبةُ المنال ولا يُمكن تحقِيقُها
لدرجةِ أنه يعتقِد أني بحاجةٍ إلى أنْ يُذكرني بذلك باستمرار
في وقتٍ كُنْتُ أحتاج منهُ أنْ يُصدقني ويُؤمن بي أكثر منْ نفسي وأنيَّ ذكيةٌ وقادرةٌ بما يكفي
ويُخبرني بذلك حتى وإنْ كانتْ لي عُيوب حتى وإن لم أكُن مثالية
هل كان عليَّ أنْ أخسر ذاتي لأكون كما يرغبُ ويُريد .
ترفعُ رأسها تُحدق بسقفِ حُجرتها الأسود تتمايلُ أقدارُها
متأملةً النجاةُ منْ غرقِ مشاعرها .
( ساذجةُ في تلْك العِبر وتلْك الأفْعالُ لا تُغْتفر ، ليس هُناك ما يهُم ) .
يمسُ عقْلُها خاطرٌ مرير ( كيف تركتُ الأيام كُلها تذْهبُ سُدى ).
تضحكْ ضِحكتُها الطُفوليةِ كعهْدِها وتنسى متنفسةً الصعداء
أغْمضتْ عيْنيها بهُدوءٍ بارد بالقدرِِ الذي جعلها ترتشفُ آخر قطرةٍ
منْ كُوبِ قهْوتها الفارغ ،نسيتْ نفسها فقد كان الأسى يشْربُها ..
" نِثَارُ الْغَيْم "