مجرد عابر
08-28-2022, 08:17 PM
https://up.zalghaym.com/do.php?img=1343 (https://up.zalghaym.com/)
5:8 PM
في كل مساء حينما يحل ليل الهوى ..
كعادته يبدأ الفكر يجر خطاه مترنحاً في شوارع الماضي
يرتدي معطف الهم و يغطي وجهه بقبعة الشجن
يمشي لامبالٍ بالتفاصيل … فجأة يرتطم كتفه
بذكرى جميلة استعاد تركيزه المشتت من غير شعور منه
بدأ يتبعها و يلهث خلفها علها تروي ظمأه
بادرها قائلاً:
-مرحبا يا ذكرى..!
(إبتسامة خجلة )
-اهلا بالغريب ..!
-هل لي بسؤال من اي بلد انتِ..؟
- …..!
تغادره مسرعة ..
يتمتم" لا مشكلة غداً نلتقي.."
يتكرر المشهد كل ليلة حتى بانت مواري الخطة
جاءته..
و يقف بجوارها ضابط الماضي تعلو وجهه علامات الجدية و الصرامة
ليخبره إذا اردتها عليك التجسس لصالحنا ضد واقعك و اجرك أن تزداد ذكرياتك و نعطيك تأشيرة مفتوحة لجميع ذكرياتك بالمجان و بدون عناء ..
تلعثم الفكر وهو يشيح البصر يمنة و يسره …
عن ذلك الجندي
لكن العرض مغري و البضاعة ثمينة …!
(يبتسم وتلمع عيناه)
- حسناً ماذا افعل ..؟!
قرر الانضمام ليحصل على مزيد من الذكريات و الأنس
لكن جميلته الذكرى بدأت تتمرد و تختفي
دخل في دوامة أدمنها أدمن عطرها، ضحكاتها ، نظراتها ادق تفاصيلها..
استمر تمادى خضع
ليقع في فخ مخابرات صفعات الواقع
—ايها الفكر. لك حق الصمت حتى تحصل على محامي دفاع
دائما هناك غلطات هفوات بعد محاكمة وتحقيق و حوار
نطق قاضي محكمة المنطق من اعلى سلطة بالحكم:
حكمت المحكمة على المتهم الفكر ابن الضياع بالأعدام رمياً بالرصاص لارتكابه الخيانة العظمى و التجسس لصالح الماضي على حساب العقل و المنطق و المستقبل.
ضارب بالواقع عرض الحائط
في صباح العبوس
اقتاده جند التعب الى ساحة الأعدام ليثبّتَ على خشبة النسيان بحضور جمعٍ غفير من الذكريات الحزينة
لتشهد لحظاته الإخيرة
في حين كانت عيناه تتجول في وجوه الحضور يرمق الجميع باحثا عن وجه معين
بينما يستعد اثنى عشر جندياً من الخذلان و الخيانة يقفون باسلحهتهم المحشوة بالخيبات موجهين اسلحتهم
و اقترب جندي الندم من المتهم ليعصب عينيه بوشاح الغموض
يساله : ما أمنيتك الأخيرة
-قولوا لأمي أن تغلي مزيداً من الأعشاب ، فالبحّةُ هذه المرة في الروح"
صاح الواقع
"انتبااااااه ..استعداد .. اطلق"
لتستقر ثنتي عشرة خيبة في صدره
تركض اليه ذكرى مسرعة ؛
تلمسه تضمه تلثمه و تحاول انقاذ انفاسه المتحشرجة
و قالت و الدموع تشوش المشهد المرعب أمامها
"لم تدع مني الا رمقًا و فداء لك حتى رمقي "
ليجيبها صوته المتقطع :
"أتمنى أن يعاد اللقاء و لا ينتهي"
لأنك وطن.. و أنا لا أطيق الغربة
5:8 PM
في كل مساء حينما يحل ليل الهوى ..
كعادته يبدأ الفكر يجر خطاه مترنحاً في شوارع الماضي
يرتدي معطف الهم و يغطي وجهه بقبعة الشجن
يمشي لامبالٍ بالتفاصيل … فجأة يرتطم كتفه
بذكرى جميلة استعاد تركيزه المشتت من غير شعور منه
بدأ يتبعها و يلهث خلفها علها تروي ظمأه
بادرها قائلاً:
-مرحبا يا ذكرى..!
(إبتسامة خجلة )
-اهلا بالغريب ..!
-هل لي بسؤال من اي بلد انتِ..؟
- …..!
تغادره مسرعة ..
يتمتم" لا مشكلة غداً نلتقي.."
يتكرر المشهد كل ليلة حتى بانت مواري الخطة
جاءته..
و يقف بجوارها ضابط الماضي تعلو وجهه علامات الجدية و الصرامة
ليخبره إذا اردتها عليك التجسس لصالحنا ضد واقعك و اجرك أن تزداد ذكرياتك و نعطيك تأشيرة مفتوحة لجميع ذكرياتك بالمجان و بدون عناء ..
تلعثم الفكر وهو يشيح البصر يمنة و يسره …
عن ذلك الجندي
لكن العرض مغري و البضاعة ثمينة …!
(يبتسم وتلمع عيناه)
- حسناً ماذا افعل ..؟!
قرر الانضمام ليحصل على مزيد من الذكريات و الأنس
لكن جميلته الذكرى بدأت تتمرد و تختفي
دخل في دوامة أدمنها أدمن عطرها، ضحكاتها ، نظراتها ادق تفاصيلها..
استمر تمادى خضع
ليقع في فخ مخابرات صفعات الواقع
—ايها الفكر. لك حق الصمت حتى تحصل على محامي دفاع
دائما هناك غلطات هفوات بعد محاكمة وتحقيق و حوار
نطق قاضي محكمة المنطق من اعلى سلطة بالحكم:
حكمت المحكمة على المتهم الفكر ابن الضياع بالأعدام رمياً بالرصاص لارتكابه الخيانة العظمى و التجسس لصالح الماضي على حساب العقل و المنطق و المستقبل.
ضارب بالواقع عرض الحائط
في صباح العبوس
اقتاده جند التعب الى ساحة الأعدام ليثبّتَ على خشبة النسيان بحضور جمعٍ غفير من الذكريات الحزينة
لتشهد لحظاته الإخيرة
في حين كانت عيناه تتجول في وجوه الحضور يرمق الجميع باحثا عن وجه معين
بينما يستعد اثنى عشر جندياً من الخذلان و الخيانة يقفون باسلحهتهم المحشوة بالخيبات موجهين اسلحتهم
و اقترب جندي الندم من المتهم ليعصب عينيه بوشاح الغموض
يساله : ما أمنيتك الأخيرة
-قولوا لأمي أن تغلي مزيداً من الأعشاب ، فالبحّةُ هذه المرة في الروح"
صاح الواقع
"انتبااااااه ..استعداد .. اطلق"
لتستقر ثنتي عشرة خيبة في صدره
تركض اليه ذكرى مسرعة ؛
تلمسه تضمه تلثمه و تحاول انقاذ انفاسه المتحشرجة
و قالت و الدموع تشوش المشهد المرعب أمامها
"لم تدع مني الا رمقًا و فداء لك حتى رمقي "
ليجيبها صوته المتقطع :
"أتمنى أن يعاد اللقاء و لا ينتهي"
لأنك وطن.. و أنا لا أطيق الغربة