تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحنينُ تِنّينٌ بعدّةِ رؤوس ..


زمرد
06-23-2025, 11:34 AM
https://img-fotki.yandex.ru/get/5900/102699435.5f7/0_83973_eb78cee2_S.jpg

الحنينُ تِنّينٌ لا ينام .
يخرجُ من صدري كلّ مساء
برأسٍ يشهقُ اسمًا قديمًا
ورأسٍ يعضُّ ظلًّا كنتُ فيه
ورأسٍ يزأرُ في وجهي:"لِمَ أفلتَّ يدَ الطفولة؟"

يُرفرِفُ بجناحينِ من غبارِ الذكريات
وينفثُ نارَ الأسئلةِ في وسادتي
ثم يُكشّرُ عن ندمٍ لا يموت .

كلّما ظننتُ أنّني عبرت
مدَّ رأسًا من نافذةِ نومي
وقالَ لي:"أنا هنا..
في ضحكةِ أمّكِ
في دفءِ الخبزِ
في رائحةِ حقيبةِ المدرسة
في عيونٍ لم تعُد تنظرُ إليكِ ."

الحنينُ ليس شعورًا
إنهُ مخلوقٌ يتكاثرُ في الغياب
ويأكلُ من لحمِ الوقت
ويشربُ من ندى الانتظار .

أُغمِضُ عينيّ لأُطفئه
فيحرسني بحراشفِه
ويُمسِكُ بأحلامي كأنّها فريسة .

يا الله..
كيفَ أُطفئُ تِنّينَ الحنين؟
كيفَ أقصّ رؤوسَهُ دونَ أن أقطعَ قلبي معه؟
https://img-fotki.yandex.ru/get/5900/102699435.5f7/0_83973_eb78cee2_S.jpg
" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:36 AM
الحنينُ هذا الصباح..
كانَ طفلًا صغيرًاخرجَ من جيبِ قلبي
يرتدي كنزتي القديمة
ويحملُ في يدهِ كيسَ السكاكرِ الذي لم يُكملْه أحد .

قال لي وهو يركضُ بينَ أضلعي
"تعالَ نلعب.. قبل أن تشتدَّ الحياةُ علينا."

لكنّي كنتُ طويلةً عليه
مُثقَلقً بسنواتٍ لا تنحني
فبكى...
وانكمشَ على عتبةِ روحي،؛ ثمّ نام
وكلّما صمتَّ/.. سمعتُ شهقته .

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:38 AM
الحنينُ هذه اللحظة..
كانَ أخرسَ...
يمشي على أطرافِ الصمت
ويحملُ مرآةً لا تعكسُ أحدًا .

ظهرَ في زاويةِ الغرفة
كرجلٍ يرتدي معطفَ الغياب
يطرقُ بابًا لا وجودَ له
وينتظرُ أحدًا لا يعود .

لم يتكلّم..!
لكنّهُ حدّقَ فيَّ
كما تفعلُ المقاعدُ الفارغةُ حينَ أجلسُ قبالتها .

وحينَ سألتهُ بعينٍ ترتجف:"لِمَ عدت؟"
أدارَ وجههُ نحوَ الفراغ.. وأشارَ إلى الساعة .

كانت متوقفةً/.. عندَ لحظةِ الفقد .
" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:40 AM
التسكّعُ.. وجهٌ غير مألوف للحنين
لكنه أكثرها مكرًا ودهاء .
رأسٌ لا يهاجمني.. بل يصحبني كصديق قديم
يمشي بجانبي,، يصمت معي
يُشير فجأةً إلى رصيف.. فينهار قلبي دون صوت .

الحنينُ هذا اليوم/..
لم يُهاجمني..
بل سارَ بجانبي كظلٍّ لا يُلقي السلام
وهمسَ لي: "لِنتمشَّ قليلاً."

تسكّعنا في الطرقاتِ التي حفظتُ أسماءَها من شدةِ التكرار
لكنّي اليومَ نسيتُها
كأنّ الحنين هو من كان يقودُني .

مررنا بمقعدٍ خشبيٍ لا يزالُ يحتفظُ بحرارةِ حديثٍ قديم
وحيّينا بابًا صدئًا يُشبهُ آخر وداع
ثمّ دخلنا زقاقًا ضيّقًا
شممتُ فيه رائحةَ صوتِه .

لم نقل شيئًا..
لكنّي كنتُ أُحدّقُ في الأرصفة
كأنّي أبحثُ عن جملةٍ سقطت منّا ذات مساء .

الحنينُ حين يتسكّع..
لا يُريدك أن تبكي
بل أن تُرهَق من الفراغ
أن تعودَ إلى البيت متعبًا
كأنّك ركضتَ خلفَ أحدٍ لن يأتي .
" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:44 AM
آهـٍ…
الفاجعة الرأس الكامن في عمقه
لا يُطلُّ دائمًا
لكنه حين يفعل
لا ينهش.. بل يفجّر القلب من الداخل
ويتركني أبحث بين الحطام عمّن كنتَ .

الحنينُ هذا الوقت..
لم يأتِ مشيًا
بل انفجرَ في صدري كألفِ صدى .

لم يحمل اسمًا
ولا وجهًا
بل حملَ رائحةَ ما لم أستطع إنقاذه .

كانَ صوتَ البابِ حين أُغلِقَ ولم يُفتَح
وكانَ النظرةَ الأخيرة التي لم أعلم أنها الأخيرة
وكانَ يدي وهي ترتجفُ على كتفِ الحياة
تسألها: "لماذا؟"

كلّ الأصواتِ عاديةٌ حينَ تمرّ
إلا صوتَ من رحلوا..
يمكثُ
يرتدُّ
يُقيمُ في تجاويفِ العظام
لا يبكي
بل يُصلي بصمتٍ مكسور ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:45 AM
الهجير..
ذاك الرأس الحارق
الذي لا يأتيني باردًا كالفقد؛، ولا مبلولًا بالدمع
بل يهجمُ كنزيفِ شمسٍ في كبدِي
كأنّي أشتاقُ في عزّ احتراقي
ولا أحد يراني أذوب .

الحنينُ هذا النهار
جاءني عاريًا من الظلال
يصفعني بشمسٍ أعرفها
شمسٌ مرّت بي وأنا أضحك
ثمّ لم أعد أراها كما كانت .

كانَ الهجيرُ في صدري
كصوتِ اسمي في فمٍ راحل
كضوءٍ يُلهب الذاكرة ولا يدفئ .

أركضُ إليه
كعطشانٍ إلى ماءٍ مالح
كلّما شربتُ،؛ احترقَ أكثرة.

فيه تتحوّل الذكرياتُ إلى سراب
أراها تلمع/.. أقترب
ثمّ أكتشف أنّها ليست هنا،’ ولم تكن .
" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:48 AM
آهٍ من الدوّامة..
ذاك الرأس الذي لا يملك أنيابًا.، بل يدور
يدور بي حتى لا أعودَ أعرف في أيّ زمنٍ أحيا
ولا أيّ فقدٍ يؤلمني أكثر .

ليست صدمة؛, بل دورانٌ مستمرّ
كأنّ الحنين يسحبني من يدي
ثم يتركني فجأة في منتصف العاصفة
أدور حولَ نفسي/.. وأظنّني أذكر .

الحنينُ هذا الصباح..
لم يأتِ من بابٍ أو نافذة
بل دارَ حولي ببطءٍ مقلق
كأنّه كانَ يختبرُ توازني
ثمّ دفعني إلى المركز .

تدورُ الذكرى.. تدورُ أكثر
ثمّ تفقدُ شكلَها
وتغدو وجُوهًا مركّبة
ضحكاتٍ لا تتطابق مع وجعها
وأسماءً بلا وجوه .

حاولتُ الخروج..
لكنّ الزمنَ انكفأ
وطفولتي صارت تركض خلف مراهقتي
وعيناي تلمحانها تبتسم في زاويةٍ ما
ثم تختفي .
" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 11:55 AM
ذاك الحنين الغريب
الذي يأتيك دون دمعة
بل بابتسامةٍ صغيرة
تشبهُ شهقةَ رضا...
أو نُقطة ضوءٍ في آخر الحكاية .

حنين يبتسم..
لم يُؤلم
لم يُؤنّب
لم يُوقِظني على بكاءٍ كأمسه
بل مرّ بي.. كما تمرّ نسمةٌ على خدّي
تُضحكني…
ثم تُذكّرني كم اشتقت .

هو الحنينُ حينَ ينضج
حين يُصبح صديقًا لا يُباغتني
بل يجلس قربي دون حديث
ويضع يده على قلبي…
ثم يقول:"نجوت."

لا يُحملني الذكرى كعبء
بل كهديةٍ لم تعد تؤلمني
وابتسامةٍ تنبت من رمادِ ما مضى
ولا تريد شيئًا…
سوى أن أظلّ ممتنةً لأنّي عشتها .

الحنينُ حين يبتسم..
لا يعني أن الوجع رحل
بل يعني أني صرت أعرفه
وصار يعرفني
فعقدنا صلحًا صامتًا
تسكن فيه الذكرى… دون أن تسكنني .
" نِثَارُ الْغَيْم "

شذى♛
06-23-2025, 12:03 PM
هنا مساحة اكتسها الجمال والابداع والعذوبة
بوركت حروفك وكلماتك السامقه
حروف توشم في عقولنا قبل قلوبنا
""
تمنح مكافاة الادارة وتوشم بختم التميز
وتم التبيث من قبل المشرفة مشكورة
كل التقدير والاحترام لكم
:261::261:

زمرد
06-23-2025, 12:11 PM
التنهيدة...
ذاك الوجه الهادئ العميق
الذي لا يعلو صوته؛، ولا يطرق الباب
بل يخرج من القلب كأنّه يهرب من زحام الذاكرة .

الحنينُ.. كان تنهيدةً طويلة
خرجت من صدري
كأنّها حملٌ قديم لم يُحمل بالكلام
بل أُسند للأنفاس
وتراكم مع الوقت في تجاويف الصدر .

لم يكن حزنًا صريحًا
ولا فرحًا ناقصًا
بل شيءٌ بينهما
يشبه طيفًا مرّ فجأة
أو رائحةً تسرّبت من ماضٍ لم يُنسَ .

في التنهيدة
كل شيءٍ مختصر
اسمٌ عالق
موعدٌ لم يأتِ
رسالةٌ لم تُرسَل
ووداعٌ لم يُقال .

الحنينُ حين يكون تنهيدة.
لا يطلب إنصاتي
بل يتسلّل خارجي كما الدمع حين لا يُذرف
يرتّب فوضاي للحظة
ثم يتركني أكثر وعيًا بما لا أقدر على نسيانه ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 12:25 PM
آهٍـ…
ذاك هو الحنين الذي لا يوجَّه لأحد
بل يرتدّ نحوي كمرآة قديمة؛، تُريني ملامحي قبل أن تأكلها الحياة
ذاك الرأس من تنّين الحنين
الحنين لنسخةٍ منّا لم تعد موجودة...

الحنينُ هذا اليوم
لم يتذكّر وجهًا… بل تذكّرني .

أنا التي كنتُ أركض خلف الفكرة بشغف
وأصدّق الوعود قبل أن تُقال
وأحمل قلبي بين يديّ كهدية…
لا كحِمل .

رآني كما كنت:
أخفّ
أصدق
أقربَ لما حلمت أن أكون
وأبعدَ ممّا صرتُ عليه .

يا الله.. كم تغيّرت
ليس بفعل الزمن فقط
بل بفعل الخيبة
والخذلان
وفقد الأشياء دون وداعٍ واضح .

الحنينُ حين يكون لنسخةٍ منّي
يجعلني أغبط نفسي القديمة
أحسدها على جهلها الجميل
وعلى نقائها الذي خذلته الأيام .

حنين لا يُقال
ولا يُشاركه أحد
لأنّه ليس عن شخص
ولا عن مكان
بل عن أنا .. قبل أن أُكسَر ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-23-2025, 01:33 PM
الحنينُ هذه الظهيرة..
لم يأتِ متنكّرًا
بل جلس إلى جواري كما يفعل صديقٌ قديم
لم يسألني كيف حالك؛، لأنه يعلم .

نظر إليّ نظرة من يعرفُ جيدًا
ما الذي لا يُقال
وما الذي لا يُنسى
وما الذي ينهشُ في الخفاء .

لم يكن عاصفة
ولا نغمة
كان شيئًا يشبه ضوءًا ينسكب على غيابك
فأراك واضحًا.. لكن من خلف الزجاج .

كل شيءٍ من حولي يتحرّك
الشارع
الناس
الساعات
إلا قلبي.. توقف عند لحظةٍ واحدة
لم تُكملها .

حنينُ..
يشبه طيفك حين تمرّ في الذاكرة
ببطءٍ مؤلم.. ثم تختفي
وتتركني أرتّب الفوضى التي خلّفتها في صمتي .

" نِثَارُ الْغَيْم "

جنون
06-24-2025, 03:31 PM
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

زمرد
06-24-2025, 08:49 PM
آهٍـ يا الفقد..
ليس له أنفاس
بل صمتٌ يفتح صدعًا في الداخل
يمرّ بي لا كرياحٍ ولا كنار
بل كفراغٍ لا يُملأ
كأن شيئًا انتُزع مني
لا يعود.. ولا يموت تمامًا.

الحنينُ هذا المساء
تجسّد في الفقد
لم يعد حنينًا عابرًا
بل أصبح حضورَ من غاب.

لا طرقات
ولا أصوات
ولا حتى وجوه..
مجرد ظلٍّ يتّكئ على حائط القلب
ينظر إليّ؛ ولا يقول شيئًا

الفقدُ لا يُصفعني مرّة واحدة
بل يُعاودني على دفعات
في رائحةٍ
في أغنية
في مقعدٍ شاغر
في سؤالٍ بسيط: “كيف حالك؟”
فأُدرك كم أن الإجابة ناقصة!؟
بدونهم.

الحنين حين يكون فقدًا
لا يُشبه أي رأسٍ آخر
إنه الرأس الذي لا أكُف عن النظر إليه

يقولون إن الزمن يداوي
لكنهم لا يُخبروني
أن الفقد يُعيد تشكيلي
يجعلني أضحك دون أن أكتمل
وأعيش رغم أني لست تمامًا.؛ كما كنت ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-24-2025, 09:24 PM
فقدٌ.. ليس له أنفاس
بل صمتٌ يفتح صدعًا في الداخل
يمرّ بي لا كرياحٍ ولا كنار
بل كفراغٍ لا يُملأ
كأن شيئًا انتُزع مني
لا يعود.. ولا يموت تمامًا.

الحنينُ هذا المساء
تجسّد في الفقد
لم يعد حنينًا عابرًا
بل أصبح حضورَ من غاب.

لا طرقات
ولا أصوات
ولا حتى وجوه..
مجرد ظلٍّ يتّكئ على حائط القلب
ينظر إليّ؛ ولا يقول شيئًا

الفقدُ لا يُصفعني مرّة واحدة
بل يُعاودني على دفعات
في رائحةٍ
في أغنية
في مقعدٍ شاغر
في سؤالٍ بسيط: “كيف حالك؟”
فأُدرك كم أن الإجابة ناقصة
بدونهم.

الحنين حين يكون فقدًا
لا يُشبه أي رأسٍ آخر
إنه الرأس الذي لا أكُف عن النظر إليه

يقولون إن الزمن يداوي
لكنهم لا يُخبروني
أن الفقد يُعيد تشكيلي
يجعلني أضحك دون أن أكتمل
وأعيش رغم أني لست تمامًا.؛ كما كنت ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

ملكة الحنان الفاتنة
06-25-2025, 07:17 PM
تسلم يمينك على روعة الطرح وجماله
يعطيك ربي العافية

زمرد
06-25-2025, 08:01 PM
أنين..
لا يصرخ؛ لا يبكي.. لا يبوح
بل يئنُّ من تحت الجلد
من حيث لا يسمعه أحد
إلا من سكنه الحنين حتى نخاعه.

الحنينُ هذا الليل
لم يتكلّم
لكنه كان يُصدر صوتًا
كأنّ القلب يمضغ ذاكرته بصعوبة
ويحاول أن يبتلع وجعه فلا يقوى

الأنينُ ليس ضعفًا
بل لغة القلب حين يفقد وسائله
حين لا تعود الدموع كافية
ولا الكلمات مُنصفة
ولا حتى الصمت مُريح.

يخرج الأنين خافتًا
في آخر الدعاء
في أول تنهيدة
في منتصف الليل حين أظن أنّي بخير
ثم أسمع قلبي يهمس: "ما زلت هناك."

الحنينُ حين يصير أنينًا
لا يحتاج إلى غيابٍ جديد
يكفيه أن يتذكّر
يكفيه أن يعود ثانية واحدة إلى لحظةٍ لم تكتمل
فينكسر الداخل كله
بصوتٍ لا يُسمَع
لكنه يهزّني ..


" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-25-2025, 08:06 PM
الحنين تنين بعدة رؤوس
كل رأس يحكي قصة
وكل رأس له أنفاسه وناره.

في البداية..
حيث يولد الحنين كوميض بعيد
نجمٌ يلمع في ظلمة البداية
يناديني بصوتٍ هادئ
يرسم لي أوّل دهشة وأوّل سؤال
حيث كل شيء ممكن،
وحيث القلب صفحة بيضاء لا تكتب بـ"كان".

ثم يأتي الشجن..
رقيق كالنسيم
همس من الألم الذي لا يُصرخ
دموع تنساب كندى على أوراق الذكرى
يحمل في طياته قصصًا لم تُروَ
وأحلامًا تأخرت عن القدوم
هو ذاك الألم الرمادي الذي يحتضن الوحدة
ويهمس بأني لست وحدك
في هذا البوح الصامت.

لكن الحنين لا يلبث أن يتحول إلى ضجيج
صراخ متداخل يلتهم اللحظة
أصوات الماضي المتنافرة التي تُربك الذاكرة
تشتت الفكر
تجعلني تائهةً بين صخب الأيام
لا ملجأ فيه سوى قلب منكسر بين أنفاس متقطعة.

في بعض الأحيان..
ينقلب الحنين إلى زوبعة
عاصفة من الغضب والوله
تقتلع جذوري
تخطفني في دوامة من العواطف المتصارعة
لا تهدأ حتى تستنزفني
تعلن حضورها بلا رحمة.

لكن..
بعد العاصفة
يأتي السكون
هدوء ثقيل يملأ الفراغ
ماء راكد في بحيرة الروح
صمتٌ ينبض بشوقٍ متجمد
يتيح لي الاستماع لصدى قلبي
ولحن ماضي لا يموت.

يزهر الحنين كالزهرة النادرة
يُروى بصمتي
يغني بأمنياتي المدفونة
ويوحد أرواحًا لا تلتقي.

وفي عمق الصمت
يختبئ الحنين المكتوم
الكلمات المحبوسة خلف جدران من الألم
أنفاسٌ خانقة لا تسمح لأي صوت أن يخرج
صرخة بلا صوت
وبكاء بلا دموع
يصبح الصمت ثقلًا لا يحتمل
وجدارًا يحجزني عن العالم.

هكذا هو الحنين
يحيطني برؤوسه
كلٌ منها عالم
كلٌ منها ألم
وكلٌ منها حب.

" نِثَارُ الْغَيْم "

زمرد
06-25-2025, 08:13 PM
الصمت المكتوم..
ذاك الرأس الخفي في تنين الحنين
حيث تتكدس الكلمات خلف جدرانٍ عالية
تخنقها أنفاسُ الغياب
فتصبحُ الصرخات همساتٍ في زوايا القلب
وصمتًا لا يُكسر.

الحنينُ هذا اللل..
لم ينطق
لم يبحِ بحرفٍ واحد
بل تلاشى في عمق الصمت
كأنّه سرٌ دفينٌ لا يُسأل عنه.

تتجمّد الكلمات
وتُخنق الأنفاس
القلب بحيرةً ساكنة
تغطيها طبقةٌ من الجليد
تمنع أي حركة
أو صوت.

الصمتُ هنا ليس هدوءًا
بل ثقلٌ خانق
جدارٌ من الألم المخبوء
حين يكون الحنين مكتومًا
يُصبح صرخةً بلا صوت
وبكاءً بلا دموع ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

توليب
06-29-2025, 10:00 AM
نصوص باذخة الرقه والجمال
ابدعتِ حبيبتي ..سنتابع
لقلبك جنائن ورد
تقييمي واعجابي وشكري :ff1 (244):

القلب
06-29-2025, 10:04 AM
سكبت من ألابداع
بين الأحرف شلالاً من جمال
مفرطه في الأناقة لغة ومعنى
بِـ أناقة هذهِ الأسطُر وعذوبة آحرفك
نقشت الروعة بـ رقة و رقي ،
ودفىء مشاعرك يلامس الوجدان
احييك على هذا البوح الراقي
سلمت وسلم احساسك ونبض قلمك

ودي وتقديري وتقيمي

بنيار
07-01-2025, 01:12 PM
ما اجمل ماقرات !
وخالقي انكِ سيدة الحروف وملكتها

آردين
07-01-2025, 03:11 PM
حرف جَميلَ ورائع
سَلمتَ علىَ هذهِ الحروف الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ لِ سكبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ