المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِرْآةُ السَّراب " رقصةُ النَّارِ على جمرِ الهويَّةِ "..


زمرد
02-24-2025, 08:46 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/images/icons/s36.gif
https://img-fotki.yandex.ru/get/5904/tatyana2q8-medvedeva.233/0_5cddc_25667347_XS.jpg

الحرُّ ليْس سُكونًا ، بلْ رقْصةُ موْتٍ لوْلبِيَّةٍ تسْحقُ كُلَّ ما في طرِيقِها !.
هذا اليومُ يتأفَّقُ بِشُهُوبِ لظاه ، يتلظَّى العرَاء تحْت سطْوةِ الشَّمسِ المٌتوحِشةِ
كأنَّها صِيغتْ من نُضارِ النَّارِ وأشْركتْ فِي الفضاءِ سِجالًا مِن الجمْرِ المُتهيِّجِ .
تتنفَّسُ الأرضُ زفِيرًا مُلتهِبًا ، والسَّماءُ ترتدِي بُرقعًا بيضاوِيًّا مُصْمئلًّا لا يُرْأمُ لظاه
فالشَّمسُ فيهِ كالملكِ الجبَّارِ ترمي بِأسهُمها الذَّهبِيَّةِ الّتي تخترقُ الأجْساد والأَرْواح .
والهواءُ يُراوِغُ كالسَّرابِ ، أو كتيَّارٍ لولبِيًا يمتزِجُ بالحرِيقِ ، يتمخْرطُ في فلكٍ من الحرُور،
كائنٌ مُتمرِّدٌ يلْتوِي ويتقلَّبُ بِعُنْفٍ ، كأَنَّهُ يُحاوِلُ فتْك الأرضِ ومنْ عليها
يُذِيبُ صُخور الظِّلِ ، ويحبِسُ الأنفاس في صدْرٍ كالرَّصاصِ المصَّهُور .
حتَّى الذُّبابُ يسكُتُ عنْ همهمتهِ ، والهوامُّ تنطوي على صمتٍ كالجمرِ المُتواري
والحصى تشكُو بصوتٍ خفيٍّ إلى سماءٍ لا تُجِيب .
تهُبُّ كأنَّها جُنودُ القيْظِ المُتمرِّدة ، تقطعُ الفلاةَ بأَسنانٍ من جمرٍ ، فتحفرُ في الوجُوهِ
خُطوط العذابِ ، وتُذيبُ ظلَّ الحياةِ كما تُذيبُ الشَّمسُ شمعةِ الوقتِ .
الهواءُ في رحمتِها سرابٌ مُتلظٍّ يسرِقُ البلل منَ الأجفانِ
ويحبِسُ الرُّطُوبة في صدرِ الأرضِ المُتشقِّقِ .
تجعلهُ السَّماء مِطْرقةً منْ نُحاسٍ ، والأَفق مرْآةً مُشعلةً ترجِمُ العُيون بشرارِها .
كأنَّها لعنةٌ قديمةٌ تمشي على رجلين منْ نارٍ، تترُكُ خلْفها رماد الأحلامِ
وصمتُ الكائناتِ الَّتي لا تجِدُ حِيلةً إِلَّا أن تتحوَّل إلى تُرابٍ صامتٍ .
هذا الجوُّ ليس إلا وحْيُ القيْظِ المُتنطِّس ، يُحاكي لُغزًا منْ لُغزِ الجحيمِ
حيثُ الحرارة تسطعُ كسيفٍ مسلُولٍ لا يُرديهِ إلَّا غُيوب اللَّيلِ البهيمِ .
كانت الشَّمسُ ترقُصُ رقصةُ الْموتِ ، تسحقُ بقدميها كُلَّ ظِلٍّ للحياةِ
فتنْسحِقُ الأرضُ وتُصهرُ في بُوطَةِ الجحيمِ وانعِكاسٌ للسَّرابِ في مِرْآةِ العذابِ .
تنْتصبُ الحرارةُ كسيفٍ مُسلْطٍ على رقبةِ الوُجود ، تخْترقُ الأجساد وتُذوِّب ظِلُّ الأحلام
بيْنما هيَ تتأرْجحُ على حبْلٍ منْسُوجٍ منْ أسئلةٍ لا جواب لها .
حبلُ أفْكارٍمُعلَّقٍ بيْن الأرض والسَّماء ، تتلوَّى بيْن جمرةِ الأشواقِ وزمهرِيرِ الأِفْلاس .
الهواءُ حوْلها ليْس إلَّا أفاعِيَ مسبُولةَ منْ سُمومِ الأحْقابِ ، تلتهِمُ أنْفاسها
قبْل أنْ تلِج صدْرها المخْنوق ، قلبُها كقطعةِ سحابٍ تعْصِفُ بها رِياحٌ مُتناقِضةٌ
شمالِيَّةٌ تجلدُها بسكِّين الفراقِ ، وجنُوبيَّةٌتلفحُها بجمرِ الذِّكرياتِ .
تَرى في مرْآةِ رُوحها وحْشيْنِ :
أحدهُما يبْكي على ضفَّة نهرٍ مُتجمِّدٍ ، والآخرُ يرقُص في صحراءٍ ساطِيةٍ
وكلاهُما يصْرخُ : "أنا مَنْ؟!"
كأنَّما رُوحها انْشطرتْ إلى نصْفين :
نصْفٌ يصْطلِي بلظى شمسٍ لا ترحم ، ونصفٌ يتجمَّدُ على ضفَّة نهرٍ صامتٍ .
أحاسيسُها كالسَّرابِ المُستحيل ، كُلَّما أسرعتْ نحوهُ تحوَّل إلى غُبارٍ
وكُلَّما أدْبرتْ عنهُ انْفجر بعُيونٍ منْ ماءٍ حارٍّ .
ترْتدي ثوْبًا منْ شظايا الوقْتِ ، كُلُّ شظِيَةٍ تخدشُها بسؤالٍ :
هلْ أحبَّتْ بكثافةِ البحرِ أمْ بخِفَّةِ السَّحاب ؟!
لا تدْرِي أنَّها تسقُطُ كالكواكبِ في فلكٍ لا يرحمُ الهويَّة .
صحْراء بارِدةً لا حرارة فيها لإشْعالِ الأحلامِ ، ولا ماء لإِرْواءِ الأسْئلة .

https://img-fotki.yandex.ru/get/5605/tatyana2q8-medvedeva.235/0_5ce59_85efda90_XS.jpg

حرْفٌ يتأرْجحُ بيْن جمْرةِ الأشْواقِ وزمْهريرِ الفراق .
" نِثَارُ الْغَيْم "

https://img-fotki.yandex.ru/get/5904/tatyana2q8-medvedeva.233/0_5cddc_25667347_XS.jpg

زمرد
02-24-2025, 08:46 PM
كأنَّما القيْظُ الخارجي ليس إلَّا وحيٍ لقيْظٍ آخر يحْترِقُ في داخِلها
الحريقُ لا يكْتفي بإذابةِ ظِلِّ الحياةِ
بلْ يسْرقُ البلَل منْ أجْفانها ويحْبِسُ صوْتها في صدْرٍ كالرَّصاصِ
حتَّى صارتْ هِيَ نفْسُها سرابًا مُستحيلًا
كُلَّما أسْرعتْ نحْو نفْسِها ، تحوَّلتْ إلى رماد .!

شذى♛
02-24-2025, 08:59 PM
قصصك دائما رائعه عميقة برغم الحزن الذي غلفها
حرفك يضيء جنبات البوح
الحرف صافح هدب الغيم
وبه أستضاء ..
""
سيدة البوح زمرد سامقه وخالقي
يوشم بختم التميز ويرفع للنور
ويمنح مكافاة الادارة
لك التقدير والاحترام
:261::261:

شذى♛
02-24-2025, 08:59 PM
تم لك:261:

جنون الصمت ♡
02-24-2025, 10:26 PM
دائما متميز في الإنتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص إحترامى

توليب
02-24-2025, 11:57 PM
قصة مميزة من قلم مبدع
دمت ودام هذا الجمال وعطاؤك
حرف رائع وحضور راقي كأنت
فلك ولهذا الجمال شكرٌ عظيم و امتنان
بوركتِ ولا عدم:rose::rose:

حكاية إحساس
02-25-2025, 01:06 AM
**

طلتك بَهاءٌ
وغيث العطاء يبهج
لروحك السعادهه
:261::131:

عاشقه الورد
02-25-2025, 10:26 AM
مااجمل طرحك الراقي والرائع 00
فحروفى وكلماتى وسطورى تشكر
لك همسك وصدق كلماتك00
ننتظرجديدك بشووووق 000
لك مني اجمل واعذب التحيه

آردين
02-26-2025, 05:22 PM
قصة جَميلَة ورائعة
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ

بنيار
02-26-2025, 09:58 PM
قصة من النوع الفاخر
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ
بإنتظار جَديَدكـ المَمَيز
أكاَليِل الشُكرْ والتقدير
أَنثرُهاَ عَلَىْ عَتباَتْ مُتصَفحكـْ
كل َالودَ واجمل

جنون الصمت ♡
02-27-2025, 05:03 PM
دائما متميز في الإنتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص إحترامى

خفايا الشوق
02-27-2025, 10:07 PM
مدائن من الشكر لروحك الطيبه
ع الطرح الرائع والمميز
ارق التحايا

نايف عبد العزيز
02-27-2025, 11:16 PM
صاحبة الشجن الأنيق والقلم المخملي
ليس جديد عليك هذا الجمال
كعادتك دوما تبهرينا بحروفك الساحرة
التي تحمل الكثير من الاحاسيس التي تعصف بنا
وتبحر بنا نحو المشاعر والاحاسيس الرائعة

الراقية زمرد

شُكرًا على جمـال طرحك المميز
‏‎لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر
‏‎و الله يعطيكِ الف عافيه .

كراميلا ❥
02-28-2025, 05:45 PM
إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ

الأصيل
03-15-2025, 10:18 AM
لـّ جمآليةّ موضوعكّ امتنان وشكر ...
دائماً أطروحاتك مُبهرة ، مُلفته ، مُميزه .
بوركت يمينكّ وجُزيت خيراً لـ جهدكّ

سحابة شوق
03-23-2025, 08:08 PM
طرحك جميل
ونفحات حضورك عابقة بالعطر
آيات الشكر لسموك يا الق
مع كثيف الورود وتحيتي